مشكلة الطفل الذي يشتم و يلفظ الكلام البذيء مشكلة منتشرة في أغلب البيوت و تؤرق معظم الأمهات و الآباء ، لذا يجب التصرف مع تلك المشكلة بحكمة و وعي و عدم التصدي لهذه الكارثة بالعنف و الضرب كي لا يزيد الأمر سوءاً.
الطفل الذي يشتم :
منذ مرحلة الطفولة تود الأم أن يصبح ابنها جيد الخلق و الطباع ، فيشهد الناس على حسن تربية ذلك الطفل ، فليس شرطاً أن الطفل الذي يسب و يقول الكلام سيء أن هذا يدل على سوء خلق الوالدين، فبسبب إنتشار مواقع التواصل الاجتماعي في كل بيت و انفتاح الثقافات و البيئات على بعضها يُنتج هذا طفل متأثراً بتلك الذي يراه .
كيفية التعامل مع الطفل الذي يشتم أو يسب ؟
1- أن تكوني قدوة : الأطفال مثل الأسفنجة ، يتأثرون بالبيئة المحيطة بهم و أساس تلك البيئة هم الأب و الأم و أفراد المنزل ؛ فإذا أردتِ أن يتحلى ابنك/ ابنتك بالأخلاق الحسنة يجب أولاً أن يُحسن المنزل من ذاته و لا يلفظ تلك الألفاظ من الأساس في المنزل.
2- لا تعيري الإنتباه كثيراً: إذا رأيتِ ابنك يلفظ تلك الألفاظ أمامك لا تغضبي كثيراً و لا في نفس الوقت تضحكين على ما يقول و كأنه شيء عادي، فإذا غضبتِ بشدة سيعرف نقطة ضعفك في تلك الأمر و ربما إذا أراد أن يستفزك و يجعلك تنتبهي له ، يقول تلك الكلمة ثانيةً لأنه علم أنها تغضبك و تجعلك تنتبهي له .
3- العقاب : عقاب الطفل الذي يشتم لابد أن يكون صارم و لكن بحكمة فكما ذكرنا الضرب و القسوة ليس حلاً ، فمثلاً إذا شتم طفلك تقولين له ضع في حصالة نقود عدد من العملات و كلما فعل ذلك يضع من مصروفه الشخصي ، أو تخصمي من مصروفه مبلغ من المال أو تمنعي المصروف هذا لمدة أسبوع مثلاً.. وهكذا .
4- الرقابة على ما يشاهده الطفل و على أصدقائه: يجب أن تعرفي جيداً بمن يختلط الطفل خارج المنزل ؟ و من أصدقائه ؟ و ماذا يشاهد على مواقع التواصل الاجتماعي ؟ و تحجمي اختلاطه بتلك الأمور.. فإذا عرفتِ أن صديق ما هو من علمه تلك الشتائم فيجب أن تُصرين على ألا يصادق هذا الطفل ولا يتحدث معه ثانيةً و تشتكي لوالديه على سوء أخلاقه ، و تعرفي جيداً نوعية مقاطع الفيديو الذي يشاهدها و تتابعيها جيداً و تقللي متابعته لها و تخبريه ماذا يجب أن نشاهد و ماذا ما لا يجب مشاهدته و استغلال الإنترنت جيداً.
5- ذم من يشتم و يقول الكلام البذيء أمام الطفل الذي يشتم : الطفل يتأثر برأي أبويه كثيراً ، فإذا رأيتِ شخص يشتم مثلاً في الشارع أو التلفاز فتقولي : ( ده شخص مش مؤدب) أو ( عيب الكلام اللي بيقوله ده إزاي يقول كده !) وكلام من هذا القبيل ؛ فيفهم الطفل أن بما أن من يشتم شخص غير محترم أو عيب عليه، إذن لا استطيع أن أقول تلك الكلام ثانيةً لأني لا أريد أن أكون شخص غير محترم.
يجب ملاحظة طفلك جيداً في حديثه مع أصحابه و تنبهيه ما يجب قوله وما لا ، و تزرعي فيه الوازع الديني و ذلك بعد سن خمس سنوات كي يفهم جيداً ، أن من يشتم و يقول الكلام البذيء لا يكون من أهل الجنة لأن أهل الجنة أشخاص طاهرة اللسان لا تلوث لسانها بالكلام القذر و الشتائم ،و تعلميه مراقبة الله أولاً و لا يقول الشتائم و يسب الناس ابتغاء رضا الله ثم ليرضي والديه ويكون شخص صالح لنفسه و لمن حوله.
إرسال تعليق